التنمية
المستدامة، ذلك النموذج التنموي الباهر، الذي يمثل قدرة الإنسان على تلبية
احتياجات الحاضر دون التضحية بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. إنه
ميثاق تم توقيعه في نهاية القرن العشرين، ليصبح خطة تنفيذ عالمية مع الاتفاقيات
الدولية الميرمة في العام 1990، إذ تهدف التنمية المستدامة إلى تحقيق التوازن
الدقيق بين النمو الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية، وحماية البيئة، عبر تبني
ممارسات تشمل استخدام مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، وإدارة النفايات، والحفاظ على
جودة الهواء والمياه.
في خضم
التحولات الكبرى، بات من الطبيعي أن يجد قطاع العقارات نفسه جزءًا من هذا التوجه
العالمي، فقد أضحت المنافسة على تطبيق مفهوم التنمية المستدامة في السوق العقارية
أبرز أولويات الشركات العقارية، التي تسعى جاهدة لتطوير مشاريع استثمارية مستدامة
تشمل المجمعات السكنية، المكاتب التجارية، المحلات، والأراضي، وهذا التوجه ليس
مجرد مسعى تجاري، بل هو ركيزة أساسية لبناء مجتمع أفضل.
وعند
الحديث عن المبادئ الأساسية التي يجب على القطاع العقاري اتباعها لتحقيق التنمية
المستدامة، نجد ثلاثة مبادئ جوهرية.
أولاً،
حماية القيم البيئية، وذلك من خلال تطوير تقنيات بناء تعتمد على الطاقة المتجددة، حيث
أصبحت المباني القادرة على إنتاج طاقتها الخاصة والتي لا تضر بالبيئة مطلبًا
أساسيًّا.
ثانياً،
تحسين الحياة الاجتماعية عبر مشاريع تعزز رفاهية المجتمع وتلبي احتياجاته.
ثالثاً،
التكيف مع التطورات الاقتصادية التي تشكل ديناميات السوق العالمية، حيث يتطور سوق
العقارات باستمرار، استجابة لهذه التحولات.
ولطالما
كانت شركة “رافع للتطوير العقاري” رائدة في تطبيق هذه مبادئ التنمية
المستدامة، وبناء مدن تكون مصدر فخر واعتزاز للأجيال القادمة، حيث تتبنى رافع
استراتيجيات مبتكرة ومتكاملة تجعل الاستدامة جزءًا جوهريًا من كل مراحل مشاريعها
العقارية، بدءًا من التخطيط والتصميم وصولاً إلى التنفيذ والتشغيل. ويُعد مفهوم “التنمية
المستدامة” أساسًا لعمل رافع، إذ تسعى الشركة إلى تحقيق التوازن بين تلبية
احتياجات الأجيال الحالية وحماية حقوق الأجيال المقبلة.
وتبرز
رافع قدوة في قطاع التطوير العقاري، في مواجهة التحديات البيئية العالمية، من خلال
جهودها الرامية إلى الحد من الانبعاثات الكربونية والمحافظة على الموارد الطبيعية،
وتتضمن مشاريع الشركة بهذا الشأن، أحدث التقنيات والمواد الصديقة للبيئة، لتوليد
الطاقة النظيفة واستخدامها بكفاءة، ما يساهم في تحقيق الأهداف الوطنية والدولية
للتنمية المستدامة.
بالإضافة
إلى ذلك، تلتزم رافع بتحقيق الحياد المائي في مشاريعها من خلال تبني أنظمة إدارة
المياه الذكية، واستخدام أجهزة ترشيد المياه، وتعمد رافع إلى تنفيذ برامج مراقبة
النفايات وإعادة تدوير المواد، مما يقلل من التأثير البيئي لمشاريعها ويسهم في
بناء مستقبل أكثر استدامة.
وتُعد
هذه المبادرات جزءًا من رؤية الشركة لإنشاء بيئات معيشية تستند إلى مبادئ
الاستدامة الشاملة، حيث يتم تقليل استهلاك الموارد الطبيعية وتحقيق أقصى قدر من
الفعالية في الاستخدام.
إن
التزام رافع بالاستدامة لا يقتصر على تقنيات البناء فحسب، بل يمتد إلى خلق مجتمعات
صحية ومزدهرة، فالشركة تعمل على دمج المساحات الخضراء، وتعزير التنوع البيولوجي في
تصاميمها، مما يوفر بيئات معيشية مريحة ومستدامة للسكان، تسهم في تحسين جودة
الحياة وتعزيز الصحة العامة، حيث تصبح المجتمعات أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع
التحديات البيئية المستقبلية.
وتدرك
رافع أهمية الشفافية والمشاركة المجتمعية في نجاح مشاريعها. لذلك، تتبنى الشركة
سياسات واضحة لإشراك المجتمع المحلي في عمليات اتخاذ القرار، مما يضمن تلبية
احتياجات السكان وتحقيق التوافق مع القيم المحلية، كما تلتزم رافع بتقديم تقارير
منتظمة حول استدامة مشاريعها، مما يعزز الثقة بين المستثمرين والمشترين وجميع
الأطراف المعنية.
يتماشى
نهج رافع في الاستدامة مع التوجهات العالمية في المسؤولية الاجتماعية للشركات، حيث
تضع الشركة رفاهية المجتمعات والبيئة في صلب استراتيجيتها.
وبهذا
النهج المبتكر والمتكامل، تؤكد رافع أن الاستدامة ليست مجرد مفهوم نظري، بل هي جزء
لا يتجزأ من واقع عملي يهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
من خلال
تبني هذه المبادئ، تلعب رافع دورًا حاسمًا في تعزيز مكانة المملكة العربية
السعودية على خريطة المدن العالمية المستدامة، وتساهم في تحقيق رؤية 2030 من خلال
تطوير مشاريع عقارية تعزز من جمال المدن السعودية، وتوفر بيئات معيشية عالية
الجودة، تراعي احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، حيث تجمع بين الابتكار
والمسؤولية الاجتماعية لتحقيق مستقبل مشرق ومستدام للمملكة.